أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية
  وتأثر في نفسه وانفعل، وتوقع أن يؤثر ذلك الانفعال على صحته، ويحدث مثل ذلك عند مرضى القلب، وقد يحدث عند مرضى السكر والضغط؛ فإنه لا ينبغي ولا يجوز أن يجيب الولد أحد والديه بالصدق لما فيه من إلحاق الضرر بوالده، ووجب عليه أن يعرض له في الجواب إن تمكن، وإلا كان ذلك رخصة له في الكذب.
  ودليل ما ذكرنا عقلي، فإن العقل يحكم بحسن الكذب الذي فيه سلامة المؤمن من القتل ونحوه، ويحكم بقبح الصدق إذا تسبب في قتل مؤمن أو نحوه.
[في ذكر غزوة أحد من كتب أهل السنة]
  في فتح الباري في ذكر غزوة أحد: ووقع عند الطبري من طريق السدي: وقال بعض من فرَّ إلى الجبل: ليت لنا رسولاً إلى عبدالله بن أُبَيّ يستأمن لنا من أبي سفيان. اهـ
  قلت: الستر على فاعل ذلك يشير إلى أن القائل ممن ينبغي الستر عليه عند أهل السنة، وأنه من أعيان الصحابة.
  ويؤخذ من ذلك: الرد على أهل السنة في غلوهم في الصحابة وتشددهم في تنزيههم وتقديسهم، وقد ظهر من قصة أحد عدة مسائل كلها ترد على أهل السنة في مذهبهم في الصحابة، منها:
  أنه كان في الصحابة منافقون، ظهر ذلك حين رجع عبدالله بن أبي بثلث الخارجين إلى أحد.
  ومن قوله تعالى: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ...} الآية [آل عمران: ١٥٤]، وقوله تعالى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[آل عمران: ١٥٢].
أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية
  - ضخم أهل السنة عظمة هذه الشخصيات، وروجوا لها ترويجاً عريضاً وألبسوها من حلل الفضل أغلاها وأعلاها، وبنوا لها سوراً عظيماً من الفضل والفضائل، وحرسوه حراسة مشددة فلا يرمي أحد تلك الشخصيات بكلمة إلا