من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[من فوائد الرؤيا الصالحة]

صفحة 484 - الجزء 3

  الجواب: الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين، وبعد: فإن رسول الله ÷ في ابتداء فضل الله عليه بالنبوة كان لا يرى رؤيا إلا وتحقق تأويلها، فلبث فترة من الزمن على هذه الحال من الرؤيا مقدرة بجزء من ستة وأربعين جزءاً من فترة نبوته ÷، أما بقية فترة نبوته ÷ فكانت بالوحي، أي أن أخبار السماء كانت تأتيه عن طريقين:

  ١ - عن طريق الرؤيا ولكنها فترة قصيرة تقدر بجزء من ستة وأربعين جزءاً.

  ٢ - عن طريق الوحي.

  وبعد موت النبي ÷ انقطعت أخبار السماء ولم يبق منها إلا ما كان عن طريق الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له.

[من فوائد الرؤيا الصالحة]

  الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح يراها أو ترى له تكون:

  ١ - إما للتثبيت له فيما هو عليه من الطريقة، والمذهب.

  ٢ - وإما للتحذير له من مزالق ومهالك لا يشعر بها.

  ٣ - أو للتحذير من الدخول في أمر يدعى إليه قد حسنوه له وزينوا له الدخول فيه.

  ٤ - أو للتحذير له من رجل أو رجال يزينون له الخروج مما هو عليه إلى ما هم عليه.

  ٥ - وإما أن تكون الرؤيا في حصول أمر مستقبل؛ فينبغي الاستعداد لحصوله بالدعاء والتوفيق.

  ٦ - ليست الرؤيا طريقاً إلى إثبات الأحكام الشرعية، بل قد تكون مؤيدة لما عليه المؤمن من الطريقة والمذهب، كما تقدم.

  ٧ - ليست الرؤيا طريقاً إلى الحكم على الشخص بالفساد أو الصلاح، بل قد تكون وجهاً لترجيح أحد الشخصين الملتبسين على الرائي.

  من رحمة الله تعالى بعبده القاصر عن النظر في الأدلة أن يثبته إذا عرضت له فتنة برؤيا تنبهه إلى الصواب، وتحذره من الوقوع في الضلال.