من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

حاسة الذوق والشم

صفحة 485 - الجزء 3

  أخبرني بمثل ذلك الكثير من هذا النوع، أما إذا كان العبد من أهل النظر والقدرة على البحث والتمييز فله في ذلك كفاية ولا يحتاج إلى التأييد برؤيا.

  أخبرني بعض المتعبدين القاصر في فكره عن النظر والبحث والتمييز بعدد من الرؤيا كلها تحذره وتنبهه من الدخول في فتنةٍ، وكان يجيء إلي يستشيرني فأشير عليه بالصواب، فلم ينتفع بالرؤيا، ولم يهتد إلى الرأي الصواب، ولم ينتفع بالبيان، فدخل في الفتنة وما خرج منها بل انتهبت فيها روحه.

  فالحمد لله الذي هدانا لوجه الحق، وكشف لنا عن محض العدل والصدق، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرَّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وجعلنا مع الراشدين، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين.

حاسة الذوق والشم

  جعل الله تعالى برحمته وحكمته الأرجاس والخبائث ذوات روائح كريهة ينفر الطبع عنها، وجعل تعالى للإنسان حاسة شم يدرك بها الروائح الكريهة والروائح الحسنة.

  وجعل تعالى الطيبات ذوات روائح حسنة يميل إليها الطبع وينجذب، وبذلك يكون الإنسان بطبيعته مندفعاً إلى ما فيه نفع لبدنه وصحته، ومبتعداً عما فيه ضرر على صحته وعافية بدنه.

[قصر عمر الإنسان وغفلته فيه]

  يقطع الإنسان سني عمره وهو لا يكاد يشعر، وتطوى أيامه وهو غافل، وإذا نظر الإنسان إلى ما مضى من أيامه ومن سني عمره فإنه لا يراه إلا كيوم واحد متلاحق الأحداث؛ لذلك فإن عمر الإنسان قصير وإن بلغ من السنين ما بلغ؛ فجدير بالإنسان أن يكون حريصاً في أيام عمره على تقوى الله تعالى، وأن يتحرى من الأعمال في دنياه ما فيه رضوان الله تعالى؛ ليتوصل بذلك إلى الحياة الأبدية التي