[كثرة آيات الله لبني إسرائيل]
  وقد ذكر بعض علماء المذهب أنه يجوز إحراق الأوراق التي فيها ذكر الله صيانة لها من أن تداس وتعرض للمهانة.
  وجواب السؤال الثاني: أن الواجب هو إجلال اسم الله تعالى وإجلال ذكره، وإذا كان وضع الطعام على المجلة واتخاذها سفرة استهانة واحتقاراً لذكر الله فلا يجوز، وإن كان وضعه عليها للتبرك بذكر الله فلا مانع من ذلك، غير أنه لا يجوز أن تلقى المجلة بعد الطعام في المزبلة فإن ذلك ينافي التعظيم والإجلال، ولكن تحرق أو ترفع في مكان شريف.
  وجواب السؤال الثالث: أنه لا مانع من وضع الكتب بعضها فوق بعض بما في ذلك المصحف، والمحرم هو الاستهانة بكتاب الله بالقول أو بالفعل، ولا استهانة فيما ذكر السائل إذا كان من غير قصد إلى الاستهانة.
  نعم، الجواب على هذه الأسئلة الثلاثة مبني على ما يحصل عادة من غير نية ولا قصد إلى الاستهانة بذكر الله، فأما مع القصد لذلك فالكل محظور.
[كثرة آيات الله لبني إسرائيل]
  سؤال: هل يمكن بيان بعض الحكمة في كثرة آيات الله وبيناته لبني إسرائيل على عهد موسى ~؟
  الجواب وبالله التوفيق: أن الحكمة يمكن أن تظهر بتقديم مقدمة صغيرة هي:
  أن الله تعالى بعلمه وحكمته اصطفى بني إسرائيل واختارهم على علم على العالمين، وإذا كانوا صفوته من العالمين، ومحل اختياره، مع ما هم عليه من طبيعة التمرد على الله وعلى أنبيائه، وقد حكى الله تعالى الكثير من ذلك في القرآن، فإن من سواهم من البشر في ذلك العهد يكونون بلا شك أسوأ منهم وأحط وأنزل درجة، وأدخل في التمرد، وأشد في الكفر، وأبعد عن الله وعن دينه ودعوة أنبيائه؛ لأن الله لا يختار إلا الخيرة، ولا يصطفي إلا الصفوة.
  إذا عرفت هذه المقدمة التي تصور الوضع العام للبشر في ذلك العهد، وما