[كثرة المسلمين اليوم وقلة تمسكهم بالدين]
  وقد اختبر الله تعالى المكلفين بأن يتعبدوه بفعل ما تكره نفوسهم، وبترك ما تشتهيه نفوسهم، فالمطيع لله هو الذي يقدم طاعة الله على هوى نفسه، والعاصي هو على العكس من ذلك.
[السبب الداعي للناس إلى المعاداة لأهل الحق]
  سؤال: ما السبب الداعي للناس إلى المعاداة لأهل الحق والجد في إنزال أشد المكاره بهم؟
  الجواب وبالله التوفيق: أن الحق والباطل صفتان متنافيتان لا يمكن اجتماعهما في شيء واحد، فإذا وجد الحق في الشيء ذهب الباطل، وإذا حصل الباطل ارتفع الحق، وأهل الحق وأهل الباطل متنافران تبعاً لتنافر الحق والباطل.
  فأهل الحق يكرهون أهل الباطل، وأهل الباطل يكرهون أهل الحق، فالدافع حينئذٍ هو الكراهة، فهي التي تدعو أهل الباطل إلى معاداة أهل الحق، وإنزال أشد المكاره بهم، ومن هنا قال الله تعالى: {وَلَنْ تَرضا عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة ١٢٠].
[كثرة المسلمين اليوم وقلة تمسكهم بالدين]
  بلاد الإسلام والمسلمين اليوم كبيرة تحتل مساحة عريضة على سطح الكرة الأرضية، في قارة آسيا، وإفريقيا، وأوربا، ولا تخلو دولة غير إسلامية من وجود كيان كبير للمسلمين، مثل الصين، فإن فيها أكثر من مائة مليون مسلم، ومثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا ... و ... إلخ.
  - إلا أن التمسك بشرائع الإسلام والعمل بها اليوم ضعيف ليس كما ينبغي.
[نجاة المؤمنين من العذاب الواقع على الأمم]
  إذا عذب الله أمة بعذاب في الدنيا فإنه ينجي المؤمنين من ذلك العذاب، قال الله تعالى بعد ذكره للعذاب الذي أنزله بعاد وثمود: {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[فصلت: ١٨].