العدل
  وقال تعالى في عذاب أهل السبت: {وأَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}[الاعراف: ١٦٥].
  ونجاة المؤمنين مشروطة بقيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقدر استطاعتهم، فإن لم يقوموا بواجبهم في هذا الباب مع تمكنهم فلا نجاة لهم.
العدل
  - معناه واضح عند عامة الناس وهو التوسط بين جانبي الإفراط والتفريط.
  - والله تعالى (عدل) وهي صفة فعل.
  - وقد أمر الله تعالى عباده بالعدل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ...}[النحل: ٩٠].
  - العدل، والحق، والقسط - كلمات متقاربة المعنى: {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}[ص: ٢٦]، {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[النساء: ٥٨]، {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ}[الأعراف: ٢٨]، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}[النحل: ٩٠]، {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ}[المائدة: ٤٢].
[السبب الذي يمنع من تحقق العدل للعامة]
  عدل الولاة والحكام والملوك أمر يرغب فيه عامة الناس، ويتطلعون إليه ويتمنونه، إلا أن ذلك لم يحصل، ويستبعد حصوله، وسبب ذلك أن أعيان الناس وكبراءهم ومشائخهم لا يريدون العدل على الإطلاق، ويحاربونه أشد المحاربة؛ لأنه يساويهم بعامة الناس، وهم لا يقبلون بذلك؛ لذلك فلا تتم الولاية والسلطان إلا لمن ينزل من الولاة والملوك عند رغباتهم؛ لأن عامة الناس في العادة تكون تابعة للكبراء والمشائخ والأعيان، فإذا انتصروا للوالي انتصر، وإذا لم ينتصروا له سقط، بل إنهم الذين يسقطونه ويبعدونه.
  وقد اشتهر أن أبا سفيان بن حرب وهو شيخ قريش لما بويع لأبي بكر بالخلافة غضب وقال: والله لأملأنها على أبي فصيل خيلاً ورجالاً، وأنِف من أن يتولى الخلافة ضئيل تيم، فخشي الصحابة من الفتنة وهدم الخلافة، فأشار عمر