فوائد متفرقة
  عرب الشام عن بكرة أبيهم بقيادة معاوية بن أبي سفيان مع من انضم إليهم من عرب مضر، ثم انقسم عليه أصحابه أهل الكوفة فخرجت عليه بسيوفها الخوارج المارقة، وما زال # مدة خلافته يقاتل، ولم يغمد # سيفه منذ اليوم الأول من خلافته إلى أن قتل # شهيداً في محراب صلاته، ~ وسلامه، ورحمته وبركاته.
  ولما ولي عمر بن عبدالعزيز أمر الخلافة تنسك وأراد أن يصلح ما أفسده من تقدمه من خلفاء بني أمية؛ فشرع في رد مظالم بني أمية، وكان من أول ما رد مال فاطمة رضوان الله عليها وصلى الله على أبيها وسلم، الذي كان أخذه عليها أبو بكر وعمر، ولم يزل يرد المظالم ويقيم العدل إلا أن بني أمية لم يتركوه يمضي فيما أراد، فسقوه السم، فمات مسموماً، وكانت مدة خلافته سنتين تقريباً.
  وهكذا كانت وتكون الولاية العامة، فأهل الحق ومحبوه وعشاقه قليلون، وغالباً ما يكونون من الفقراء المستضعفين، وأهل الباطل وأتباعه وأنصاره هم الكثرة الغالبة، وكثيراً ما يكونون من أهل الترف والرخاء، وقد قال تعالى: {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٠}[المؤمنون]؛ لذلك فالحق والعدل الذي يرغب فيه المستضعفون ويتمنونه ويطلبونه يستبعد حصوله وتحققه على أرض الواقع.
  وقد حاول أهل البيت رضوان الله عليهم على طول تأريخ الإسلام إقامة الحق والعدل، وتحقيق ذلك على أرض الواقع، فقتل الكثير منهم قبل أن يصلوا إلى ما أرادوا ووصل بعضهم إلى المراد، ولكن على رقعة صغيرة من بلاد الإسلام الكبيرة، غير أنهم وإن وصلوا إلى المراد فإنه لم يستقر لهم الأمر بل كانوا في صراع مستمر وقتل وقتال وغزو وغارات من بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم حتى يقتلوا في سبيل ما أرادوا، وأخيراً تتغلب على بلادهم الأعداء.
  هكذا كان تأريخ الحق منذ يومه الأول وإلى اليوم، ومن المتوقع أن يكون تأريخه في المستقبل كتاريخه فيما مضى، إلا أنه قد سبق الوعد من صادق الوعد بدولة للحق والعدل في آخر الزمان يقودها المهدي محمد بن عبدالله #، يحيي