فوائد متفرقة
  الله بدولته دين الإسلام، وتقام فيها الشرائع والأحكام، ويحق الله تعالى بها حقائق الحق والعدل، ويميت بدولته الباطل، ويطمس المذاهب الضالة، ويزيف الدسائس والأوهام التي دخلت في عقائد المسلمين، إلا أن وقت هذه الدولة الإسلامية غير معلوم.
  والذي جاء عن النبي ÷ من تحديد الوقت هو التحديد بآخر الزمان، وآخر الزمان وقت طويل، فيصدق على الفترة منذ مبعث النبي ÷ إلى اليوم بأنه آخر الزمان؛ لقوله ÷: «بعثت أنا والساعة كهاتين» وأشار ÷ بأصبعه المسبحة والوسطى، ولقوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ١}[القمر].
  ولا خلاف بين أهل السنة والشيعة في صحة الوعد بالمهدي #، وأنه من أهل البيت من ذرية فاطمة & وأن اسمه محمد، بل لا خلاف في تواتر ذلك عند الجميع.
  - قد يتساءل البعض كيف سيكون موقف أهل المذاهب من دعوة المهدي # مع إيمان الجميع وتصديقهم بقيامه، وتطلعهم إلى دولته؟
  فيقال للإجابة على هذا التساؤل: كل فريق من أهل المذاهب الإسلامية اليوم يعتقد أن المهدي سيكون من أهل مذهبه، فأهل السنة يرون أن المهدي سيكون من أهل السنة، وهكذا سائر أهل المذاهب الإسلامية؛ لأن أهل كل مذهب يعتقدون أنهم أصحاب الحق السائرون على الطريق المستقيم.
  ومن المتوقع أن المهدي # إذا دعا إلى غير ما عليه أهل المذاهب أن لا يقبلوا دعوته، ولا يصدقوا بها، بل إنهم سيقفون في وجهها ويتنكرون لها، ويحاربونها، وسيكون الحال بالنسبة لدعوة المهدي كالحال الذي ووجهت به دعوة النبي ÷، فإن اليهود والنصارى كانوا مصدقين وموقنين بالنبي محمد ÷ قبل مبعثه، فلما بعث تنكروا لدعوته وكذبوه، وأنكروا أن يكون هو النبي الموعود به، ولا أتوقع أنه سيختلف الحال في آخر الزمان عما كان عليه الحال في أول الزمان.