من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الرياء

صفحة 506 - الجزء 3

  ذكر الصفات الأخر، فقال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}⁣[الفرقان].

  ٣ - التواضع وإن كان مفهومه غير مفهوم الإيمان جزء ذاتي من ذاتيات الإيمان، أو على الأقل من اللوازم الذاتية للإيمان، فلا يحصل الإيمان الحق ولا يوجد في الخارج إلا إذا وجد التواضع في ضمنه، أما المتكبر فلا تسمح له نفسه المتكبرة بالعبودية والتذلل لله والسمع والطاعة له تعالى.

  والمراد بالتواضع: هو أن يتواضع المكلف أولاً لربه تعالى، ويعترف بما له تعالى من العظمة، والجلال، والعلم، والقدرة والكمال، وبما يستحقه تعالى من الشكر على نعمه التي أفاضها عليه وعلى الخلق كله، ويعرف قدر نفسه وضعفها، وحاجتها، إلى الله وفقرها إليه و ... إلخ. وأن يقبل الحق ولا يرفع نفسه على الحق.

[في التواضع أيضاً]

  التواضع خلق عظيم يحبه الله ويحبه الناس، ويتسبب التواضع في نتائج مرغوبة للمتواضع هي:

  ١ - الشرف عند الناس والاحترام والتقدير، وقد قالوا: «التواضع من مصايد الشرف».

  ٢ - يحظى المتواضع بمحبة الناس له، ولا يخفى ما يترتب على المحبة من أقوال الناس وأفعالهم.

  ٣ - يسمع الناس لقوله، ويؤثرونه بالطاعة على من سواه، وإذا كان المتواضع من أهل العلم استجاب الناس لدعوته، واتخذوه قدوة يهتدون بهديه.

الرياء

  هو أن تفعل الطاعة أو تترك المعصية مع ملاحظة غير الله تعالى.

  فإن كان الدافع إلى فعل الطاعة أمر دنيوي بحيث لولا هذا الدافع الدنيوي لما فعلها فإنه أعلى مراتب الرياء.

  وإن كان الدافع الثواب وغرض دنيوي كان ذلك من الرياء، وهو دون الأول.