من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فوائد متفرقة

صفحة 543 - الجزء 3

  - لا مانع من التشديد في الموت على المؤمن؛ لما له فيه من الأعواض، ولا منافاة بينه وبين البشارة فيمكن أن تبشره الملائكة برضوان الله في حال معاناته لشدائد سكرات الموت.

  - أما بعد الموت فلا يلقى المؤمن شدة ولا يلحقه كرب ولا ضيق لا في القبر ولا في البعث والحساب.

  - وما يذكر في كتب الترهيب من ذكر شدائد وأهوال الموت والقبر والبعث والحساب فإنه وإن ورد عاماً فالمراد به ما يلحق أعداء الله خاصة.

  - وما ورد من الشدائد والأهوال على المؤمنين والصديقين والأنبياء فلا يعتمد عليه، ولا يقبل لمخالفته القرآن، ولأنه ورد بطرق آحادية، وأخبار الآحاد لا تفيد العلم، وما نحن فيه من المسائل العلمية.

  - ولكن العلماء يتساهلون في نقل أحاديث الترغيب والترهيب؛ لما فيها من الألطاف للمؤمن، ولأنه لا يترتب عليها عمل.

  - وما ذكر من نحو: «الغيبة أشد من الزنا» فليس فيه التسهيل للزنا؛ بل إن المراد من ذلك أن الناس يتساهلون في الغيبة، فألقي إليهم ذلك القول ليعلموا أن الغيبة التي يتساهلون فيها ليست كما يتصورون، بل إنها في الفحش والجريمة عند الله تعالى مثل تلك الجريمة التي يعلمون فحشها ويدركون كبرها؛ فالمثال الذي ذكرتم يراد به تصوير المجهول بواسطة مقارنته بالمعلوم.

  - والبقاء في المسجد من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس كحجة أو كحجتين أو كعمرتين؛ قد وردت الرواية به من طرق أئمتنا ومن طرق غيرهم، ولا إشكال في معناه.

  والمعنى صحيح، فقد صح واشتهر عند جميع العلماء حديث: «الحج عرفة» وحينئذ فحبس المكلف نفسه في مصلاه من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس والاشتغال في ذلك بذكر الله وحمده و ... إلخ، يساوي ويماثل وقوف الحاج في