من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[أصل خلق الحيوانات التي على وجه الأرض]

صفحة 553 - الجزء 3

  تلك السعة يدل على وجود مراكب كبيرة تسير على عجلات، ومن الممكن أن تكون تلك المراكب مشابهة للمراكب التي نشاهدها تجر بالخيول في هذا الزمان.

  وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ١٨ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ... الآية}⁣[سبأ].

[أصل خلق الحيوانات التي على وجه الأرض]

  سؤال: مِمَّ خلق الله الحيوانات التي على وجه الأرض؟

  الجواب: الذي يظهر أنها مخلوقة من الطين؛ لأنها في خلقها كالإنسان من لحم ودم وعظم، ثم إذا مات الحيوان فإنه يصير تراباً مع مرور الوقت، وفي ذلك دلالة على أن أصله التراب، وهكذا حوّاء فإنها مخلوقة من الطين كآدم، وذلك هو الراجح في نظري.

  وإنما لم يقص الله تعالى لنا قصة ابتداء خلقها كما قص ابتداء خلق آدم اكتفاءً بذكره لقصة ابتداء خلق آدم، ولما اقترن بابتداء خلقه # من إرادة الله تعالى لتكريمه ولفتنة إبليس ثم دخوله # الجنة، وفتنة إبليس له #، وبعد فحواء تابعة لآدم، وليس لها من الكرامة ما لآدم.

[حكم الميل والحب لرجل والنفرة عن آخر دون أي سبب]

  سؤال: يجد الرجل في قلبه محبة وميولاً إلى رجل بينما يجد في قلبه نفوراً واشمئزازاً من رجل آخر، لا لسبب ظاهر في الرجلين، مع استواء الرجلين في ظاهر الإيمان من المحافظة على الصلوات، واجتناب المحرمات و ... إلخ. فما هو الحكم في ذلك؟

  الجواب: لا يؤاخذ المكلف على ما حصل من ذلك في قلبه، والواجب على المكلف في مثل ذلك أن لا يظهر على لسانه أو جوارحه أي أثر لتلك الكراهية، وأن يتعامل مع من يكرهه من المؤمنين معاملة حسنة، وأن لا ينقصه مما يجب على المسلم للمسلم من الحقوق، ولعل السبب في حصول النفور من بعض