[هل يغسل من قتل أو قتل نفسه خطأ]
  وفي المجموع عن النبي ÷: «إذا مات الشهيد من يومه أو من الغد فواروه في ثيابه، وإن بقي أياماً حتى تغيرت جراحه غسل».
  إذا عرفت ذلك فاعلم أن الأدلة التي جاءت بعدم غسل الشهيد إنما تدل على عدم غسل الشهيد الذي قتل مجاهداً في سبيل الله، أما من قتل في المصر ظلماً أو مدافعاً عن نفس أو مال فلم يأت دليل على عدم غسلهم غير القياس على شهيد المعركة، والقياس غير صحيح؛ وذلك لأن قوله ÷: «فإنه ليس مِنْ كَلْمٍ كُلِم في سبيل الله إلا يأتي يوم القيامة ...» إلخ، تنبيه على أن العلة هي القتل في سبيل الله، والذي يقتل دفاعاً عن نفسه أو غيره في المصر أو غيره ليس قتلاً في سبيل الله، وإنما هو قتل في سبيل الدفاع عن نفسه أو ماله أو غيره، وليست العلة كونه شهيداً؛ وإلا لتعدى الحكم إلى المبطون والمرأة تموت نفاساً ونحوهما ممن سماهم الرسول ÷ شهداء.
[هل يغسل من قُتِل أو قَتَل نفسه خطأ]
  سؤال: هل يغسل من قتل نفسه خطأً في غير معركة؟ وكذلك المقتول خطأً؟
  الجواب: المذهب غسل من كان قتله خطأً سواء أكان هو القاتل لنفسه أم غيره.
  والدليل على ذلك: أن الأصل هو وجوب غسل الميت المسلم إلا ما جاء في عدم غسله - كالمقتول في المعركة - دليل خاص يخرجه من العموم، ولم يأت دليل في عدم غسل من ذكر في السؤال؛ فيجب البقاء على الأصل حتى يجئ ناقل، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله وسلم.
فائدة: [حكم الغسل والصلاة على مجروح العدالة]
  وأما من في حكم الفاسق وهو مجروح العدالة فيجب غسله والصلاة± عليه. اهـ من الحواشي(١).
(١) شرح الأزهار ١/ ٤٢٥.