من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بر الوالدين بعد وفاتهما

صفحة 204 - الجزء 1

  وعذاب البرزخ ليس فيه إحساس وذوق لحر النار وإنما هو عذاب أهوال وخوف وخزي وحسرات.

  كما أن نعيم المتقين في حياة البرزخ ليس بنعيم جسدي يتنعم فيه الجسد بالأكل والشرب والنكاح، و ... إلخ، وإنما هو نعيم روحي فقط، تتنعم فيه الروح بما ترى وتشاهد ويعرض عليها، مما أعده الله تعالى لأوليائه المؤمنين، وبأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

  فإن قيل: قال الله تعالى في الشهداء: {عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩}⁣[آل عمران].

  قلنا: يمكن أن يكون هذا خاصاً بالشهداء، ويمكن أن يسمى ما تجده الأرواح من الفرح والسرور مما أعد الله لها رزقاً، وهذا هو الذي يظهر.

  نعم، مما يؤيد ما قلنا قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ٨ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ١٠}⁣[المدثر]، وفي القرآن كثير من الآيات التي تدل على أن الأجساد لا تعذب في البرزخ، وإنما تعذب الأرواح كقوله: {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ١٠٤}⁣[طه]، {إِلَّا عَشْرًا ١٠٣}⁣[طه].

  هذا، وقد يمكن الجمع: بأن العصاة منهم من يعذب في البرزخ وهم العتاة الذين أكثروا في الأرض الفساد وذلك كآل فرعون، ومنهم من لا يعذب.

  وعلى هذا فيكون قوله تعالى: {يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}⁣[يس ٥٢]، هو قول الذين لم يعذبوا في البرزخ.

  هذا، وقد يمكن الجمع: بأن الأرواح تموت عند النفخة الأولى، فإذا نفخ الله تعالى فيها الأرواح عند النفخة الثانية قالوا: {يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، قالوا ذلك حسرة لما فاتهم من الراحة والسلامة بين النفختين، وإن كانوا من قبل النفخة الأولى في عذاب.

بر الوالدين بعد وفاتهما

  سؤال: هل يصح أن يبر الإنسان والديه بصلاة نافلة ينوي بثوابها إلى أرواحهما؟