من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[زيارة القبور وحكم التبرك والتمسح بها والصلاة عندها]

صفحة 206 - الجزء 1

  ١ - قسم يلحقه باستحقاق. ٢ - قسم يلحقه من غير استحقاق بل بالتفضل.

  فالثواب الذي يستحقّه الميت استحقاقاً ويلزم له وجوباً ولا ينقطع بموته ثلاثة: عِلْم عَلَّمه، أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، وبذلك جاءت السنة.

  أما الثواب الذي يلحقه من غير استحقاق فلم ينقطع بموته، وذلك لاستواء الحياة والموت في حصوله عليه؛ لأنه يدركه ويحصل عليه بغير عمل، فمثل هذا لا ينقطع بموته، وأمثلة ذلك كثيرة، منها: هذا الحديث، ومنها: حديث الملبي عن شبرمة، ومنها: استغفار المؤمنين لبعضهم البعض، وكذلك الدعاء للمؤمن بخير الآخرة.

  يؤيد ذلك ما روي عن النبي ÷ من دعاء الأضحية: «اللهم تقبَّل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد» فإنه يدل على لحوق الثواب بغير وصية.

  ومثل ذلك: ما أخرجه الدارقطني من حديث جابر أن رجلاً قال: يا رسول الله إنه كان لي أبوان أبرهما في حال حياتهما، فكيف لي ببرهما بعد موتهما؟ فقال ÷: «إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك، وأن تصوم لهما مع صيامك».

[زيارة القبور وحكم التبرك والتمسح بها والصلاة عندها]

  سؤال: كيف صفة زيارة القبور؟ وما هو حكم التبرك والتمسح بالقبور؟ وما هو حكم الصلاة عندها؟

  الجواب والله الموفق: خلاصة كيفية زيارة القبور: أن تكون على صفة زيارة الحي فيقف الزائر أو يجلس مواجهاً للميت، ولا يرفع صوته، ويتأدب في زيارته كما يفعله الزائر للحي من الأدب والوقار، ويسلم على الميت، ثم بعد السلام يدعو له بالمغفرة والرحمة، وقد روي عن النبي ÷ أنه كان يقول في زيارته للقبور: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ...» إلخ.

  حكم التبرك: التبرك بقبور الأنبياء والصالحين جائز، وقد أوصى أبو بكر وعمر أن يقبرا بجوار النبي ÷، ملتمسين البركة بجوار النبي ÷، ولم