[حكم تأخير الحج مع الاستطاعة]
  أما الوجه الثاني فتمني الموت إنما كان ليتخلص من البلاء من غير نظر إلى غيره.
  وإنما قلنا: إن هذا الوجه هو الذي وقع النهي فيه وذلك - لما في طلب الموت عند نزول الضر من التضجر والكراهية لقضاء الله وقدره بدلاً عن الصبر والرضا عن الله تعالى فيما قضاه وقدره.
  ومن أمثلة ذلك ما نسمع من كثير من الناس عند حدوث ما يزعجه من الدعاء على نفسه بالموت.
[حكم تأخير الحج مع الاستطاعة]
  سؤال: رجل له أربعة بنين مكلفين وكلهم أغنياء، فهل يجوز لهم أن يجهزوا للحج واحداً منهم في هذه السنة، ثم في السنة الثانية الآخر، ثم في السنة الثالثة الثالث، ثم في الرابعة الرابع، مع العلم أنهم يستطيعون أن يحجوا جميعاً في هذه السنة من غير إجحاف؟
  الجواب وبالله التوفيق: أن الذي أراه من باب النصيحة أن يحج الجميع لعدة أمور:
  ١ - أن الله تعالى قد أمر بالمسارعة إلى مغفرته فقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[آل عمران ١٣٣].
  ٢ - أنه قد قال الكثير من العلماء: إن الواجبات على الفور، وهذا القول هو المقرر للمذهب.
  ٣ - قد تعرِض للذي يؤخر الحج مع التمكن منه شواغل وأمراض وموانع في الحدود، أو الفقر، أو الموت، فيكون بالتأخير قد فوت على نفسه خيراً عظيماً، وقد لا تتهيأ له أسباب الحج مرة أخرى حتى الموت، وقد روي في الحديث عن النبي ÷ أنه قال: «حجوا قبل أن لا تحجوا».
  فإن قيل: كيف يكون حكم الذي يؤخر الحج مع استطاعته وبدون عذر إلا أنه ناوٍ ومصمم وعازم على الحج في السنة القادمة أو فيما بعدها، ثم إنه مات قبل أن يحج؟