من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[هل يعيد من حج ثم قصر بعد ذلك في الصلاة]

صفحة 293 - الجزء 1

  وحينئذٍ فلا يعتبر مثل ذلك، وإنما العبرة بالظن الصحيح والأمل الصادق، وهو ما بني على الأسباب والأمارات المعتبرة.

  - والذي يدعو إليه الحزم والاحتياط هو المبادرة بالحج عند الاستطاعة، وقد اختلف العلماء هل الواجبات المطلقة على الفور أم على التراخي.

  - والحج وإن كان من الواجبات المؤقتة - حيث وقته العمر - فإنه في الحكم كالواجبات المطلقة، والذي يترجح أن الأوامر الشرعية المطلقة للفور شرعاً.

[هل يعيد من حج ثم قصَّر بعد ذلك في الصلاة]

  سؤال: رجل حج حجة الإسلام، ثم مضت سنون بعد حجة الإسلام، وكان في هذه السنين يفرط في صلاته، فمرة يصلي ومرة لا يصلي، أي: أنه لا يبالي بالصلاة، ثم بعد تلك السنين الطويلة رجع إلى رشده وتاب إلى ربه، فهل عليه أن يحج حجة الإسلام مرة ثانية؟

  الجواب ومن الله التوفيق: الذي يظهر لي والله أعلم أنه لا يجب عليه أن يحج مرة أخرى؛ لأن كفر تارك الصلاة عمداً مسألة خلافية، فقال فريق من العلماء: إن تارك الصلاة يكفر، وقال الفريق الآخر: إنه لا يكفر، وما كان كذلك من المسائل فلا يصح الاعتماد عليه في الحكم بالكفر.

[وجوب إتمام نافلة الحج والعمرة على من دخل فيهما]

  قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}⁣[البقرة: ١٩٦]، يستدل بهذه الآية على أنه يجب إتمام نافلة الحج والعمرة بالدخول فيهما، وهذا خلاف القياس في نوافل العبادات الأخرى، فإنه لا يجب إتمام ما دخل فيه من النافلة.

  ويمكن أن يقال في ذلك: إن الوجوب في الآية متوجه إلى القيد وهو الجار والمجرور «لله»، فالمعنى المراد حينئذ هو وجوب الإخلاص لله في الحج والعمرة لا يشرك معه فيهما غيره كما هو الحال في حج المشركين وعمرهم، وهذه قاعدة معروفة.

  ومن الأمثلة للتوضيح: صل النافلة لله لا تصلها لغير الله.