قياس قدمي المرأة على يديها في عدم التغطية
  ٨ - يجتمع المسلمون من كل مكان للحج والعمرة في ذلك اللباس الذي بسببه تمحى الفوارق بينهم، فلا يظهر فضل أمة على أمة، ولا شعب على شعب، ولا قبيلة على قبيلة، ولا شخص على شخص، ولا ... ولا ... إلخ.
  وبدلاً عن ذلك يظهر عليهم التآخي والاجتماع في العبودية لله تعالى، وفي طاعته وتعظيمه، وامتثال أمره في الاجتماع بعرفات، ثم الخروج منها دفعة واحدة، ثم المبيت جميعاً بالمزدلفة وذكر الله فيها، ثم الخروج منها فجراً إلى منى لرمي الجمرة الكبرى، ثم ... ثم ... وإلخ.
  وكل ذلك مما يذكِّر المسلم ويبعث في نفسه أن المسلمين وإن تباعدت بهم الديار، واختلف اللسان والأشعار، والأعراق والأبشار، أنهم مع ذلك إخوة، وأنهم أمة واحدة، لا يفرقهم تباعد الأقطار، ولا نوازع الأعراق، ولا ملامح الأبشار والأشعار، ولا اختلاف اللغات، يجمعهم الإسلام وشرائعه، والعبودية لرب العالمين.
قياس قدمي المرأة على يديها في عدم التغطية
  في شرح التجريد حديث ابن عمر: أنه سمع النبي ÷ نهى النساء في إحرامهن عن: القفازين والنقاب وما مس الورس والزعفران من الثياب، وليلبسن بعد ذلك ما أحببن من ألوان الثياب: معصفراً أو خزاً أو سراويل أو قميصاً. اهـ من كتاب الحج والعمرة.
  القفازان: هما لباسان لليدين، وهو ما يسمى الآن (الكفوف).
  قلت: يمكن أن تقاس قدما المرأة على يديها فلا تلبس الشُّرَّاب، والعلة هي ما يشير إليها حديث: «أتوني شعثاً غبراً»، فالشّرَّاب تحافظ على نعومة القدمين كالقفازين من الشعث والغبرة واليبس. وفي حديث: سئل النبي ÷: من الحاج؟ قال: «الشّعِثُ التَّفِلُ» قال: فأي الحج أفضل؟ قال: «العج والثج».