من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حكم المبيت خارج منى بسبب طرد العساكر]

صفحة 331 - الجزء 1

  تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦].

  وقال أهل المذهب أيضاً: إنه يلزم دم على من لم يبت أكثر الليل في مزدلفة.

  قلت: هذا الزمان قد لا تصل السيارة بركابها إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل لازدحام طرق السيارات، وعلى هذا فإن كان ركاب السيارة لا يتيسر لهم المشي من عرفة إلى مزدلفة لكبر أو لضعف أو لخوف من الزحمة في طرق المشاة، أو لخوف الضياع، أو لما شابه ذلك من الأعذار، كرفيق النساء، أو مرافق الكبير والضعيف والمريض، فلا يلزم دم؛ لأنهم قد فعلوا ما استطاعوا، وليس عليهم أن يأتوا بما لم يستطيعوا: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ولم يرو أن النبي ÷ أمر عروة بن مضرس بشيء من الدماء لتركه المبيت أكثر الليل بمزدلفة.

  وإن كان ركاب السيارة قادرين على المشي، وليس لهم عذر يمنعهم منه، ثم لم يمشوا، وفاتهم مبيت أكثر الليل في مزدلفة - فهؤلاء يتوجه عليهم الأمر بالدماء؛ لتركهم مبيت أكثر الليل بمزدلفة.

[حكم المبيت خارج منى بسبب طرد العساكر]

  سؤال: أصبحت منى اليوم ضيقة بسبب المخيمات والطرق، وعساكر الأمن في منى تمنع الحجاج من الجلوس في الشوارع والطرقات، وتطردهم إلى خارج منى بحجة أن المفتين هناك أفتوا بجواز المبيت خارج منى لشدة الزحام وكثرة الحجاج، فماذا يلزم المطرود؟

  وإذا كان يمكن الحاج أن يبيت بمنى واقفاً على رجليه أو ماشياً فهل يلزمه ذلك؟

  الجواب وبالله التوفيق:

  - أن رسول الله ÷ قد رخص لأهل الأعذار في ترك المبيت بمنى، فرخص للعباس لأجل سقاية الحاج، ورخص لرعاء الإبل، ولم يرو أنه أمرهم بشيء من الدماء، ولو كان واجباً عليهم لبينه لهم.