باب شرك المكاسب وما يلحق بها
  لَأَعْنَتَكُمْ ...} الآية [البقرة ٢٢٠].
  وقد يؤيّد ذلك: أن الله تعالى أباح للفقير من أولياء اليتامى أن يأكل بالمعروف، وشرع مخالطتهم ومشاركتهم، ورفع الحرج والعنت عن الأولياء الصالحين.
  هذا، والذي يدل على أن العرف معمول به في الشرع على الجملة قوله تعالى: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}[الأعراف ١٥٧]، ونحوها، وقوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء ٦]، {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء ١٩]، {إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ}[البقرة ٢٣٢]، ونحو ذلك في القرآن كثير.
  إذاً فالعرف الجاري عند الناس عموماً أو خصوصاً كالتسامح في تناول الشيء من الفواكه، والأكل من طعام الإخوة والأخوات ونحوهم - فإنه يجري مجرى الإذن، ولا حرج في ذلك، وقد تختلف الأعراف باختلاف البلدان وبحسب الفقر والغناء، فللفقراء عرفهم، وللأغنياء عرفهم، ولأهل المدن عرفهم، ولأهل البوادي عرفهم، و ... إلخ.
الشراكة العرفية
  بسم الله وبالله والحمد لله، وصلى الله على نبي الله وآله وسلم:
  الشراكة العرفية هي ما نراه اليوم في بلادنا من أن أهل البيت الواحد كالأب وأولاده الكبار، والإخوة، وأولاد الأعمام، ونحو ذلك من أهل البيت الواحد، نراهم يعملون ويتكسبون، كل واحد منهم في وجه، فبعض في التجارة وبعض في الزراعة، و ... إلخ، وما يحصله كل واحد منهم يكون للجميع، ويكون الأب هو الذي يدير الأمر، ويكون كل شيء بيده وباسمه، وإذا لم يكن أب فإن كبير الإخوة هو الذي يقوم بالإدارة والتوجيه، ثم يكبر أولادهم فيشتغلون مع آبائهم في الزراعة والتجارة والسفر، ومن أحكام هذه الشراكة: أنه لا يفضل كثير الدخل على قليله.