[حكم وقف كافر التأويل]
  ٧ - إذا قال: إن شربت الخمر فمكان كذا وقف لله لم يصح الوقف؛ لأن ذلك يدل على عدم القربة. اهـ من التاج.
  ٨ - يصح وقف من كان ماله مستغرقاً بالمظالم كالظلمة وجنودهم وأهل الربا ونحوهم إذا قصدوا القربة، ولا يجوز نقضه، هذا هو المختار. اهـ من التاج.
  ٩ - لا ينفذ وقف المريض المستغرق ماله بالدين، بل يبقى موقوفاً على سقوط الدين بأي وجه أو إجازة الغرماء، وينتقل دينهم بذمته. اهـ من التاج.
[حكم وقف كافر التأويل]
  قال أهل المذهب: إنه لا يصح وقف كافر التأويل كالمشبهة والمجبرة(١).
  وقال الإمام المنصور بالله #: مساجد المشبهة والمطرفية والمجبرة لا حكم لها ولا حرمة، وأخرب # كثيراً منها. وقد عللوا ذلك بأن الوقف قربة، والقربة لا تصح من الكافر.
  فإن قيل: فهل تصح الصلاة فيها أم لا تصح؟
  قلنا: يمكن أن يقال: إن الصلاة فيها صحيحة؛ لقوله ÷: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».
  ويمكن أن يقال أيضاً بعدم صحة الصلاة فيها؛ لقوله تعالى في مسجد الضرار: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا}[التوبة ١٠٨].
  والذي يترجح أن يقال: إن عرف أن بناء المسجد قد كان للضرار فلا تصح الصلاة فيه، وإن كان بناؤه لغير ذلك فلا مانع من الصلاة فيه؛ لقوله ÷: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».
[في رجوع الواقف]
  في البيان: مسألة™: ولا يصح رجوع الواقف عن وقفه مطلقاً، أي: سواء أخرجه من يده أم لا، وسواء حكم به حاكم أم لا. تمت.
(١) شرح الأزهار ٣/ ٤٥٩.