[سائل يريد التخلص من أرض للوقف]
[سائل يريد التخلص من أرض للوقف]
  سؤال: عندي أرض كبيرة مترامية الأطراف وفيها نسبة محددة للوقف، وقد ديرت عليها؛ لأني رأيت الكثير من أهل الطمع قد وجهوا أبصارهم إلى أرض الوقف لينتهبوها، وأنا أريد أن أتخلص منها، ولا أحب بقاءها بين ملكي خوفاً من تبعاتها عليّ وعلى من يكون بعدي، فكيف أتخلص منها؟
  الجواب وبالله التوفيق: الأرض الموقوفة أصبحت في حفظك وضمانتك، وإذا تركتها ورفعت يدك عنها ثم انتهبها الطامعون فأنت الضامن لما انتهبوا، وأنت المسؤول أمام الله، وإذا أعطيتها إلى جهة مسؤولة وأنت تعرف عنها أنها لا تراعي مصارف الوقف ولا تبالي بهم فأنت مفرط في الوقف، ويلزمك عند الله استفداؤه وضمانته.
  والواقع أنك قد ابتليت بالوقف، والذي أرى عليك أن تبيع بعض الوقف، وتعمر بالثمن مساكن، وتكون هذه المساكن لمصلحة الموقوف عليه، فإن كانت الأرض لمساجد دفعت الغلول لإصلاح المساجد، وإن كانت للترب صرفتها للعلماء والمتعلمين، وإن كانت لنسرين أو لنحوه صرفها في المصالح العامة ويستشير في ذلك من يثق به من العلماء، ولا يجوز له أن يخرج الوقف من تحت يده إلا إلى من يثق في دينه وأمانته.
  ومما يلزمه أن يوثق الوثائق في تعيين ما تحت يده من الوقف وتحديده، ويبين مصارفه وذلك لئلا يضيع الوقف.
  ولهذا الرجل القائم على إصلاح الوقف إجارته، ويقدر إجارته عدلان، أعني الإجارة التي يستحقها على قيامه بالبيع ثم التعمير والإصلاح إلى أن صارت صالحة للاستغلال، ثم يقدر له نسبة مئوية من الإجار في مقابل قيامه بالإيجار، ومتابعة المستأجرين، ويرجع في تحديد الإجارة إلى ما يعتاده الناس في مثل ذلك، والحمد لله رب العالمين.