من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[توجه اليمين بالطلاق إلى القصد والنية]

صفحة 287 - الجزء 2

  والذي أراه لهذا الحالف أن يكفر عن يمينه مع الوفاء بما يلي:

  - يصلي الصلوات الخمس برواتبها.

  - يسبح الله ويحمده ويذكره بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس.

  - ثم يذهب إلى بيته وأهله لتناول طعام الفطور مع القهوة حسب عادته، وإذا حانت له فرصة عند ذلك لذكر الله فليذكره من الحمد والتسبيح والتكبير و ... إلخ.

  - ثم يذهب لطلب المعاش إن كان من أهل طلب المعاش فيطلب معاشه على حسب ما يعتاد، ولا يغفل عن الذكر من وقت إلى وقت على حسب الفرصة، ولا يغفل عن ذكر الله، فإذا فرغ من عمله ذهب إلى الصلاة ثم إلى بيته لطعام الغداء ويفعل كما ذكرنا في الإفطار.

  ويذهب آخر النهار إلى مجالس طلبة العلم إلى وقت المغرب، وبعد الصلاتين يذهب إلى منزله لطعام العشاء، ويجلس مع أهله وينوي بجلسته معهم ومحادثته لهم ما أمر الله تعالى به من الإحسان إليهم، ثم يذهب إلى فراشه ويذكر الله إلى أن يغلبه النوم، وهكذا. وتكون الكفارة لما عساه غفل عنه من الذكر.

[توجّه اليمين بالطلاق إلى القصد والنية]

  سؤال: حلف رجل بطلاق زوجته إذا دخلت بيت فلان، والداعي له إلى الحلف أن في ذلك البيت رجل يشك فيه، فإذا ذهب الرجل من ذلك البيت فهل تطلق زوجته إذا دخلت؟

  الجواب والله الموفق: للحالف نيته، فإذا كانت نية الحالف بالطلاق إذا دخلت البيت الفلاني هي مع وجوده في ذلك البيت، والنية متوجهة إليه - فلا تطلق إذا دخلت البيت بعد رحيل ذلك الرجل من البيت.

  وقد قال أهل المذهب: إذا حلف الرجل لا خرج ضيفه - برَّ بأكلهم الطعام المعتاد. اهـ

  وما ذاك إلا أن للحالف قصده ونيته، واليمين توجه إلى القصد والنية دون ظاهر اليمين، فاليمين وإن كان ظاهرها الإطلاق والعموم فإنها تقيد بالنية والقصد، وهذا فيما بينه وبين الله تعالى، لا في ظاهر الحكم.