من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

باب الكفارة

صفحة 290 - الجزء 2

  وفي رأب الصدع: قال أبو داود: ما ورد من ذلك لا يعبأ به.

  قلت: وروايات الأمر بالكفارة أصح وأكثر وأشهر، وعليها العمل عند أهل المذاهب، وقد جاء القرآن بكفارة اليمين فلا يعول على ما خالفه من الروايات.

[سؤال حول كفارات الأيمان]

  سؤال: رجل نشأ جاهلاً بين جهال غافلاً عن الدين وتعاليمه، ثم انتشر الإرشاد واستمع إلى مواعظ المرشدين وحضر مجالسهم فتاب إلى الله تعالى وأناب، ثم سأل كيف يصنع بما كان يحنث فيه من الأيمان الكثيرة التي لا يدري كم عددها؟ ولا عدد ما يجب فيه منها الكفارة؟

  الجواب ومن الله التوفيق: أن الواجب على التائب إلى الله تعالى الراجع إليه بعد طول جهله وغفلته أن يراقب الله تعالى فيما يستقبل من عمره، وأن يكثر الاستغفار لما مضى من ذنوبه، ولا أرى عليه كفارات لما مضى من أيمانه؛ لأنه نشأ جاهلاً غافلاً عن أحكام دينه، والله تعالى لا يحاسب الجاهل الغافل ولا يعذبه حتى تبلغه دعوة الله ودعوة رسوله ÷ كما قال تعالى: {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ١٣١}⁣[الأنعام]، وقد قال سبحانه وتعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢٧٥]، وقد جاء في حديث مأثور: «التوبة تجب ما قبلها».

[حكم الأيمان الكثيرة في حال العصيان]

  سؤال: رجل كان في أول عمره لا يبالي بمعصية الله، وكان يحلف كثيراً، ثم إنه تاب إلى الله، وندم على ما كان منه، فكيف اللازم عليه في الأيمان الكثيرة التي كان يحلفها؟

  الجواب والله الموفق: أن علماءنا قالوا: إنه يتحرى في مثل ذلك، ويعطي من الكفارات ما يظن أو يتيقن أنه قد غطى ما عليه من الكفارات.

  والذي أراه في مثل ذلك أن التائب يتحرى في مقدار الأيمان، فإذا قدر مثلاً أن