من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حكم الجلود المصنوعة]

صفحة 333 - الجزء 2

  ودليل آخر وهو قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ٣٣ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ٣٤ وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ٣٥}⁣[الزخرف].

  فإن قيل: إنه روي أن النبي ÷ هتك ستائر كانت عائشة قد وضعتها على جدران بيتها.

  قلنا: كره النبي ÷ ذلك لما فيه من التصاوير، وكان ÷ يكره زينة الحياة الدنيا؛ تأدباً منه ÷ بأدب الله الذي خصه به في قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...} الآية [طه ١٣١].

  وأما ما روي عنه ÷ فيما معناه: «إنا لم نؤمر بستر الحجارة والطين» فلا يدل على التحريم ولا يستلزمه.

  وبعد، فلم ينقل أن أحداً من المسلمين استنكر كسوة الكعبة لا في القديم ولا في الحديث، بل إن النبي ÷ أقر كسوة الكعبة ولم يستنكرها.

  نعم، إذا صحب ذلك ترفع على الناس ومباهاة أو نحو ذلك فيحرم؛ لحرمة الترفع والكبر والمباهاة.

[حكم الجلود المصنوعة]

  سؤال: ما حكم الجلود المصنوعة التي تستورد من بلاد الكفار كالأحذية ونحوها؟

  الجواب: لم يرو أن النبي ÷ حين هاجر إلى المدينة نهاهم عن استعمال الجلود والغروب والآنية المتخذة من الجلود، فلم يأمرهم بإبعادها ولا استبدالها، وقد قال أهل المذهب إن ذلك ونحوه كالسمن والودك يطهر بغلبة المسلمين عليه؛ وبناءً على هذا، فما دخل بلاد المسلمين من الجلود المصنوعة فإنه يحكم بطهارته.