من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

باب صفة الصلاة

صفحة 96 - الجزء 1

  ويجوز أن تحضر المسجد للصلاة ولرؤية شخص يكون في المسجد أو للاستخبار، ولتبليغ رسالة، ولطلب ولد أو صديق أو ضيف أو نحو ذلك.

  لا شك أنه يحصل لإمام الصلاة وللمصلين المواظبين على صلاة الجماعة نشاط واندفاع واهتمام زائد لحضور المسجد والصلاة في الأوقات المرسومة، ولولا ترابط الإمام والمصلين على حضور الصلاة في الجماعة لم يحصل ذلك الاندفاع والاهتمام والمواظبة على الحضور للصلاة في ذلك الوقت، بل إن كل واحد منهم سيصلي متى تيسر له في أي جزء من أجزاء الوقت.

  والمؤمن وإن كان نشاطه للصلاة والتزامه بالحضور هو لأجل المصلين فإنه يرتاح في قلبه لما يدركه من فضل الصلاة في جماعة في أول الوقت، ويخلص نيته في الصلاة لا يشوبها أي غرض دنيوي.

  - الابتعاد بالنفس عن فعل أو ترك ما يُذم عليه الإنسان من صغير الأمور وكبيرها - أمرٌ مطلوب للشارع؛ بدليل ما أمر الله تعالى به ورسوله ÷ من الستر على النفس وعلى الغير، وما جاء من النهي عن تتبع عورات المسلمين، والآثار في هذا الباب كثيرة.

  - لا يلزم المؤمن أن يكره المدح والثناء على ملازمته على الصلوات في الجماعة، وعلى التزامه بالتقوى والعبادة، وذلك لما بنيت عليه طبائع البشر من حب الثناء والمدح والارتياح به وانشراح الصدر به، ومن كراهة الذم والنفرة منه، والغضب والانقباض عند سماعه، وقد روي أن النبي ÷ كان يرتاح لسماع الثناء عليه والمدح له من الشعراء.

  - ولمكانة الثناء والمدح في نفوس البشر وارتياحهم به وانشراحهم وسرورهم له - جعله الله تعالى ثواباً عاجلاً في الدنيا لأوليائه وأصفيائه، فقال سبحانه: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ٥٠}⁣[مريم]، وطلب إبراهيم # هذا الثواب من الله، فقال كما حكى الله عنه: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ٨٤}⁣[الشعراء]،