قوله تعالى: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين 15}
  خلق في ظلمات ثلاث}، فقلتم: ما معنى {خلقا من بعد خلق}؟ وما الظلمات الثلاث؟
  قال محمد بن يحيى #: أما قوله ø: {خلقا من بعد خلق} فهو: ما ينقلهم تبارك وتعالى فيه: نطفة إلى علقة، إلى مضغة، إلى عظام، ثم يكسوها كما قال سبحانه لحما، ثم ينفخ فيه الروح، فإذا هو حي سوي، متحرك قوي، وهو قوله ø: {ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ١٣ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ١٤}[المؤمنون]، فأخبر سبحانه بما قدر من خلق الإنسان، وما أبان فيه من القدرة والامتنان، وما نقله فيه من حال إلى حال، حتى صار إلى أتم خلق وأكمل كمال، دل بذلك على حكمته، وتبيين قدرته لجميع عباده، القادر على ما أراد، لا يحتاج إلى تحيل جل عن ذلك ذو العظمة والأياد؛ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: «كن»، فيكون. ومعنى {في ظلمات ثلاث} فهي: ظلمة الماسكة، وهي: المشيمة التي يكون فيها الولد، وظلمة الرحم، وظلمة البطن؛ فهذه الظلمات الثلاث.
  · قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ١٥}[الزمر: ١٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه في سورة الزمر: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}؟
  قال محمد بن يحيى #: صدق الله العظيم: إن الخاسرين الذين خسروا ما ذكر، من أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، خسروا بتفريطهم فيما ينجيهم، وتركهم