تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين 78}

صفحة 230 - الجزء 2

  فذلك: جعل حكم وتسمية، أي: جعلناهم وسميناهم بفعلهم، وكذلك أئمة الهدى: استحقوا الإمامة بالهدى والتقوى، فحكم لهم بالهدى والتقوى، وجعلهم أئمة لعباده، وكهفا ونجاة.

  · قوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨}⁣[الأنبياء: ٧٨]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  قوله ø: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم}

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يذكر - والله أعلم - من قصة هذه الغنم: أنها كانت غنما تفلتت ونفشت⁣(⁣١) ليلا، والنفش في لسان العرب إنما يكون: بالليل من البهائم، لانهارا؛ فذكروا: أنها أكلت بعض ما في الحرث من حبه وثمره، ثم إنهم تحاكموا - فيما يقال - إلى داود صلى الله عليه، فقضى - فيما ذكروا - بها لأهل الحرث، وقال بعضهم: بل قضى بالقيمة، وكانت القيمة أكثر من ثمن الغنم؛ فذكر: أن سليمان صلى الله عليه أفتى فيها بخلاف ما حكم به أبوه داود صلى الله عليه من القضاء على أهلها: أن يجعل لأهل الأرض ما في بطون الغنم من أولادها، ولم يعرض لأهلها، وتركها في يد صاحبها، وقضى بالنسل الذي في بطون الغنم لصاحب الحرث؛ إذ كانت إنما أفسدت عليه ثمرة


(١) قال في تاج العروس: «عن ابنِ السِّكِّيتِ: النَّفْشُ: أَنْ تَرْعَى الغَنَمُ أَو الإِبِلُ لَيْلاً بِلا عِلْمِ راع. قال الجَوْهَرِيُّ: ولا يَكُونُ النَّفْشُ إِلاَّ باللَّيْلِ والهَملُ يَكُونُ لَيْلاً ونَهَاراً و» قَدْ أَنْفَشَهَا الرّاعِي «: أَرْسَلَها لَيْلاً تَرْعَى ونامَ عَنْهَا. و» أَنْفَشْتُها أَنا «: تَرَكْتُهَا تَرْعَى بِلا رَاعٍ.» إهـ. وأصل النفش: تفريق الشيء ونشره وانتشاره.