سورة الهمزة
سورة الهمزة
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #
  {ويل لكل همزة لمزة ١ الذي جمع مالا وعدده ٢ يحسب أن ماله أخلده ٣ كلا لينبذن في الحطمة ٤ وما أدراك ما الحطمة ٥ نار الله الموقدة ٦ التي تطلع على الأفئدة ٧ إنها عليهم مؤصدة ٨ في عمد ممددة ٩}:
  تأويل ما ذكر الله من الويل: ما يعرف من الحرقة والعويل، والخزي الكبير العظيم الجليل، والهمزة فهو: من يغتاب صاحبه ويغمزه، والهمزة فهو: الذي يعيب حقا أو محقا ويهمزه، والهمزة فهو: الباخس المغتاب. واللمزة هو: الهامز العياب.
  وجمعه للمال فهو: اكتنازه له واجتهاده، وتعديده له فهو: إرصاده له، وإعداده بما في يده من ماله - لما يخشى من نوائب حاله.
  وتأويل: {يحسب} هو: أيحسب؛ استفهاما وتوقيفا، وتبيانا له وتعريفا، على أن ما جمع وأعد من مال لنوائب مكروه بحال - لن يخلده فينقذه، ولن يدفع عنه ويقيه فيه ما يخشى ويتقى من مكروه النوائب؛ كيف لا؟! وهو لا يدفع عنه من الموت أكبر المصائب، لا ينتفع عند الموت به، ولا بكده فيه وكسبه، وكذلك كلما أراده الله به من كبر ضر سوى الموت - فليس يقدر له بجمع ماله وإعداده على خلاص ولا فوت في عاجل دنياه.
  وكذلك هو في مثواه يوم القيامة إذا نبذ في الحطمة، ونبذه فيها إلقاؤه إليها؛ والحطمة فهي: الأكول لأهلها، باستعارها وحرها، وهي: النار التي جعل الله