تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ادعوني أستجب لكم}

صفحة 467 - الجزء 2

  يوم القيامة والساعة الهاجمة على الخلق. {إذ القلوب لدى الحناجر}، يقول: من شدة الهول والأمر العظيم الذي يعاينون، قد ارتفعت قلوبهم حتى قاربت حناجرهم من الفزع المفزع، والروع المفظع. كاظمون فهو: سكوت كاظمون، والكاظم فهو: الصامت الذي لا ينطق، يقلب عينيه، ويسمع لهول ما فيه قد وقع. {ما للظالمين من حميم}، يقول: ما لهم من ولي ولا قريب ينفعهم، لا طفل في طفولته، ولا أحد مؤمن ينتسب الظالمون إليه، يطمعون في ذلك اليوم عنده بمنفعة، ولا يطمع هو لهم بخلاص من النقمة؛ فهؤلاء هو الحميم، يريد: القريب المناسب. {ولا شفيع يطاع}، يقول: ليس في ذلك للظالمين شفيع يجيب الله دعوته، ولا يجيز في الظالمين شفاعته، فهذا معنى: {يطاع}، أي: يعطى أمنيته فيهم ويجاب، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}. {خائنة الأعين} معناها: ما تشير به الأعين، وتومي به؛ فأخبر سبحانه: أنه يعلم ذلك من الأعين قبل كونه، وقبل كونها به. {وما تخفي الصدور} فهو: غيب الصدور، من خفي أمرها، ودقيق ضميرها، مما لم يظهر في شيء من الجوارح عنها.

  · قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:

  وبالإسناد: حدثنا محمد، قال: حدثني عبد الله، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلاء، قال: سمعت رجلا سأل زيدا #، عن قول الله ø: {ادعوني أستجب لكم}، فقال: قد رأيناه يدعا شيئا لا يستجيب فيه.

  قال الإمام زيد بن علي عليهما الصلاة والسلام: الاستجابة إنما تكون على الدعاء الجائز لصاحبه؛ ألا ترى أنه لو دعا بمعصية لم يجز الإجابة له، فإذا دعا بدعوة، وهي تفي، فلم يعطها - فقد استجيب له؛ لأنه يعطى بها عوضا، وكان