قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور 210}
  وقال آخرون: عنى به المؤمنين، يقول: كونوا فيما تستقبلون في الإسلام، لا تتبدلوا به، ولا تخرجوا منه، وهو كقوله تبارك وتعالى: {ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله}[النساء: ١٣٦]، هذا محكم، وقوله: {ادخلوا} كقوله: {ءامنوا}.
  [وقوله:] {ولا تتبعوا خطوات الشيطان}، أي: تعديه لأمر الله جل اسمه، ومخالفته لكم.
  {إنه لكم عدو مبين}، أي: عداوته لكم بينة؛ لأنه إنما يدعوكم إلى الإثم.
  وفي مجموع الإمام المرتضى بن الهادي # قال:
  وسألت: عن خطوات الشيطان المنهي عنها؟
  فهي أفاعيله الردية، وأعماله المخالفة؛ فنهاهم الله ø عن اتباعها، والميل إليها؛ لما فيها من الهلكة والبعد من الله سبحانه في الآخرة؛ نسأل الله الثبات على طاعته، والنجاة من عذابه بمنه ورأفته.
  · قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ٢١٠}[البقرة: ٢١٠]
  قال في كتاب ينابيع النصيحة وقد ذكر هذه الآية في سياق كلام رد فيه على من أجاز المجيء والإتيان على الله تعالى؛ فقال ما لفظه:
  والجواب: أن الظاهر لا تعلق لهم فيه؛ لأنه ليس بإيجاب، إنما قال: {هل ينظرون}، أي: هل ينتظرون شيئا سوى ذلك، ثم لو اقتضى ظاهرها ما قالوه للزمهم أن يكون تعالى أصغر من الظل؛ فيكون محدودا، وأن يكون هو والملائكة في الظل، وهم لا يقولون بذلك، ومتى تأولوه فقد سوغوا للخصوم مثله.
  وبعد: فإن القول بذلك يوجب كونه تعالى جسما وجوهرا، يجيء ويذهب، ويقرب ويبعد، ويظهر ويخفى؛ وهذه صفة المحدثات، وقد ثبت أنه تعالى ليس