قوله تعالى: {وأن يستعففن خير لهن}
  الأوقات على الرجال وأزواجهم، إذا خلوا بهن في منازلهن - من سماه مما ملكت الأيمان، والذين لم يبلغوا الحلم. وما ملكت الأيمان فهن: الإماء؛ والذين لم يبلغوا الحلم فهو: الذي لم يبلغ ممن كان يدخل المنازل من الصبيان، والأولاد وغيرهم، في هذه الثلاثة الأوقات؛ وذلك: أن المسلمين كانوا يختارون المجامعة، والمداناة لنسائهم في هذه الثلاثة الأوقات؛ ليكون غسلهم مع وقت الطهور للصلاة ولأوقات الصلاة، وكره الله سبحانه عليهم الدخول على الرجل ومرأته في هذه الثلاثة الأوقات بلا إذن؛ لما لا يؤمن من الهجوم، ومن الدخول على الزوجين في مداناة وغشيان. وأطلق للإماء والصبيان: الدخول بغير إذن في غير هذه الأوقات، التي كانوا يختارون المجامعة فيها، والمدانة للنساء.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #، وقد سئل عن الآية:
  قال محمد بن يحيى #: هذا تأديب من الله سبحانه للمؤمنين، وتعريف لعباده الصالحين؛ فدلهم على الفضل، وأمرهم بالاستئذان في هذه الأوقات، التي يطرح فيها الرجل والمرة ثيابهما، ويأويان إلى فرشهما، وهو: نصف النهار إلى الظهر، وبعد العتمة، وقبل صلاة الفجر في آخر الليل؛ فهذه أوقات يتعرى فيها الرجل والمرة، ويضعان ثيابهما؛ فأمرهم الله ø ألا يدخل عليهم تلك الساعات، إلا بإذن وإعلام، وأطلق في سائر الأوقات الدخول بلا إذن للخادم أو للصبي.
  · قوله تعالى: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ}[النور: ٦٠]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  {وأن يستعففن خير لهن}، يعني بالاستعفاف: الاستتار. {خير لهن}،