قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى 5}
سورة طه
  
  · قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥}[طه: ٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألته عن: قول الله لا شريك له: {الرحمن على العرش استوى}؟
  فقال: هو: ملك وعلا، وكذلك تقول العرب فيمن ملك بلدا، وغلب ملكه فيه: إنه قد استوى عليه؛ إذ ملك وغلب فيه، وليس يتوهم ما ذكر الله من ذلك استواء مقعد، ولا مشابهة في القعود بين الله وبين أحد. وكذلك: {ثم استوى إلى السماء}[فصلت: ١١] فهو: علوه عليها، ونفاذ أمره، وخلقه وصنعه فيها.
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:
  ما معنى قوله: {الرحمن على العرش استوى}؟ وقوله: {وكان عرشه على الماء}[هود: ٧]؟
  قلنا له: إن العرش هو: الله؛ إذ كان العرش اسما يدل على الله؛ لأن العرش من صفات الملك، وليس هو: عرش مخلوق، إنما هو اسم من أسماء الملك يدل على ملك الله، ومعنى: «يدل على ملك الله»: أنه يدل على الله؛ إذ هو الملك بنفسه؛ فكان في المعنى عندنا سواء: أن يقول القائل: «لا ملك إلا ملك الله»، أو يقول: «لا عرش إلا عرش الله»؛ فلذلك قلنا: إن العرش متصل بالله كاتصال الكف بساعدها؛ لأنه في غاية المعنى: أن العرش: علو الله على جميع الأشياء بنفسه؛ وإنما مثل الله علوه على جميع الأشياء وإحاطته بها كعلو الملك على سريره إذا استوى