تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون 61}

صفحة 312 - الجزء 2

سورة الشعراء

  

  · قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ٥٢}⁣[الشعراء: ٥٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #، بعد ذكره للآية في سياق كلام:

  فأمرهم سبحانه بهجرة عدوه، وأخبرهم بأنهم سيتبعون؛ لتشتد عليهم فيما أمرهم به من ذلك المحنة، ولتعظم لهم ومنهم به في طاعتهم لله الحسنة، فلم يمنعهم خوفهم لفرعون وجنوده، من المضي لما عهد الله إليهم في الهجرة من عهوده، مع ما دخل من الخوف في اتباعه عليهم.

  · قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ٦١}⁣[الشعراء: ٦١]

  قال في المجموع المذكور:

  يعني سبحانه: جماعة بني إسرائيل، وجماعة القوم الظالمين؛ فلم يمنعهم هول الرؤية والمعاينة، وما طلبوا عند ذلك من الهلكة والمنازلة، عن النفاذ على ما أمروا به من المهاجرة، منطلقين بكليتهم، ونسائهم وصبيتهم، لا يلتفتون إلى شيء، قد خرجوا ليلا سارين، لظفر فرعون وجنوده خائفين محاذرين؛ فهذه - هديتم - عزائم الموقنين، بالمرجع إلى رب العالمين؛ فأما من ضجعه تربصه