قوله تعالى: {وهو على كل شيء وكيل 102}
  وتأويل «سبحان» ومعناها، فليعرف ذلك من قرأها أنما هو: بعد الله وتعاليه، عما قالوا به من اتخاذ الولد فيه، وقول القائل «سبحان» إنما معناه: بعدان، كما يقال: «بينك وبين ما تريد سبح يا هذا بعيد»، فالسبح هو: البعيد الممتنع، والأمر المتعالي المرتفع.
  · قوله تعالى: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ١٠٢}[الأنعام: من آية ١٠٢]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قوله ø: {وهو على كل شيء وكيل}، فقلت: إن قال لنا قائل: كيف يجوز أن يكون الله ø وكيلا، ويقول العبد: الله وكيلي، وكيف الجواب في هذا المعنى؟
  قال أحمد بن يحيى @: قد بلغني أن القرامطة الكفار - عليهم لعنة الله - يحتجون بهذه الآية على جهال الناس، ويغالطون الغباة وأهل الغفلة، ويقولون: كيف يجوز أن يكون الله وكيلا، وإنما له الوكلاء؟! يريدون بذلك الإلحاد، وأن كون وقدر خالقان؛ وذلك من جهل من يلقون من الناس: بالدين، وبلغة العرب التي خاطب الله بها ø رسوله صلى الله عليه وآله، وخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله القوم أهل اللسان العربي، الذي بعث - ~ وآله - إليهم به.
  فالجواب لهم - عليهم لعنة الله - أن يقال لهم: إن اللغة العربية واسعة، جهلتها القرامطة وغيرهم، ولذلك موهوا على الخلق الذين لا يعقلون، ومن ذلك: أن العرب تسمي أسماء كثيرة بأضدادها من الكلام، من ذلك أنك تقول: «فلان مولاي الذي اعتقته، وفلان مولاي الذي اعتقني»، فجاز الاسم لهما جميعا، وهما ضدان، وتسمي العرب المكري الذي يكري الإبل: كريا، وتسمي المكتري الذي اكترى من الجمال أيضا: كريا؛ قال الشاعر: