تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين 29}

صفحة 474 - الجزء 2

  لهم ما بين أيديهم وما خلفهم}. معنى: {وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم} فهو: أغووهم، حتى حق عليهم ما نزل بالأمم من قبلهم، على مثل فعلهم. معنى {خاسرين} فهو: منتقصون، وانتقاصهم فهو: فوت ما ظفر به المؤمنون، من الثواب الذي حرمه العاصون، وانتقصوه بمعصيتهم، وفاتهم بترك الطاعة لربهم.

  · قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ٢٩}⁣[فصلت: ٢٩]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسئل عن: قول الله تبارك وتعالى: {ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس

  فقال: المضلان للكافرين، اللذان سألوا ربهما أن يريهم إياهما فهو: مضلي الإنس والجن ومغوياهم؛ لأن كل ضال بالضلال مضل فلم يضل إلا بإطغاء شيطان ووسوسته، أو إطغاء جبار من الإنس دخل في طاعته؛ فجبار الإنس المضل لأتباعه، والشيطان الموسوس بالمعصية لأوليائه - هما المضلان للضالين، وهما اللذان سألوا أولياؤهما وأهل طاعتهما في الدنيا رؤيتهما في الآخرة؛ تعسفا وغضبا عليهما؛ لينالا في العذاب بعض ما تشتفي به منهما صدورهم، ويخف غيظهم؛ ولا يرجى - ولله الحمد - لأحد من أهل جهنم في ذلك سلو - لو كان - ولا غيره.

  وقال يحيى بن الحسين ¥: قوله ø: {وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ٢٩}: المعنى في ذلك: أن هذا السؤال من الكفار الضالين - طلب إلى الله أن