تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة الكوثر

صفحة 483 - الجزء 3

سورة الكوثر

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #

  {إنا أعطيناك الكوثر ١}، تأويله: آتيناك، وآتيناك: وهبناك الكوثر، والكوثر فهو: العطاء الأكبر؛ وإنما قيل: «كوثر» من الكثرة، كما يقال: «غفران» من المغفرة. فعرف الله رسوله ÷، وغيره من عباده - بما من به عليه من نعمته، ومنه وإرشاده، التي أقلها برحمة الله كثير، وأصغرها بمن الله كبير، لا يظفر به إلا بمن الله، ولا يصاب أبدا إلا بالله.

  وتأويل: {فصل لربك وانحر ٢ إن شانئك هو الأبتر ٣} - فأمر منه سبحانه لرسوله ÷: بأن يصلي صلاته كلها لربه - وربه فهو: الله تبارك وتعالى، الذي أنعم عليه من النعم والكرامة بما أنعم به -؛ لأنه قد يصلي كثير من المصلين لغير الله مما يعبدون، ويصلي أيضا بعض أهل الملة بالرياء، وإن كانوا يقرون ويوحدون.

  وأمره سبحانه إذا نحر شيئا من النحائر قربانا لربه: ألا ينحره عند نحره له إلا لله وحده ربه؛ لأنه قد كان ينحر أهل الجاهلية للأصنام والأوثان، ويشركون في نحائرهم بينها وبين الرحمن، ويذكرون أسماء آلهتهم عند نحرها، ويذكرون الله جل ثناؤه عند ذكرها؛ وفي ذلك: ما يقول الله سبحانه: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه}⁣[الأنعام: ١٢١]، يعني: اسمه خالصا، وما لم يكن له جل ثناؤه من النحائر والذبائح خالصا.

  وأخبر سبحانه رسول الله ÷: أن من شنأه فأبغضه