قوله تعالى: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون 55}
  · قوله تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ٥٥}[التوبة: ٥٥ - ٨٥]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون}، فقلت: فقد نراه يخرج من دار الدنيا، وهو معاند لله ø، ولم تنكبه نكبة، ولم يعذب بعذاب، وله المال الكثير والأولاد؟
  قال أحمد بن يحيى #: هذا كلام يخرج على التقديم والتأخير؛ فافهمه، كأنه قال: ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا؛ إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة؛ فقدم وآخر، والتقديم والتأخير موجود في لغة العرب؛ قال أوس بن حجر:
  أما حصانا فلم يضرب بكلتها ... - قد طفت في كل هذا الناس أحوالي -
  على امرئ سوقة ولا ملك ... أبذى وأكمل منه أي إكمال
  يريد: فلم يضرب بكلتها على امرئ سوقة؛ فقطع بين الكلام بنصف بيت؛ للتقديم والتأخير، وقال الأخطل التغلبي:
  إن الفرزدق صخرة عادية ... طالت فليس تنالها الأوعالا
  يريد: الصخرة طالت فليس الأوعالا تنالها. وقال ذو الرمة:
  كأن أصوات - من إيغالهن(١) بنا - ... أواخر الميس إنقاض الفراريجِ
(١) أي إسراع الركاب والرحال بهم، وإنقاض الفراريج: أصوات مفاصل فرخ الدجاج، وكل صوت مفاصل الإنسان والفراريج والعقرب وغيرها يسمى نقضا. انظر تاج العروس للزبيدي (١٩/ ٩٠/ط: دار الهداية)