تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم 173}

صفحة 74 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}⁣[البقرة: ١٧١]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #، ما لفظه:

  وإن سأل عن قول الله سبحانه: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعا ونداء}، فكيف يشبه الذين كفروا بالناعق، ثم قال: {بما لا يسمع}، والناعق سميع بصير؛ فإن كان مثلهم بالبهائم - فكان مجاز الكلام أن يقول: كمثل الذي ينعق به؟

  قيل له: يا جاهل، ذا الارتياب، ويا حائر عن الصواب؛ إن الله تبارك وتعالى شبه الذين كفروا بالبهائم التي تنعق؛ بقلة مراعاتهم وقبولهم، وقلة معرفتهم بما جاءهم من ربهم؛ فشبههم في قلة استماعهم - بالبهائم التي لا تمييز لها.

  فأما قوله: {مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع} فهو مثل ضربه الله لهم، فمثلهم بغنم راع يطلب، وتتابعت، فذهبت، فأراعها صاحبها، فلم يجدها، فعلا شرقا في الأرض لها، وأقبل ينعق بها، ويناجيها وهي لا تسمعه، وهو في دعاء ونداء، وهي سائمه ترعى، ولا تجيب له صوتا، ولا تألوه فوتا؛ كذلك الذين كفروا حالهم في ترك الإجابة إلى الحق كحال هذه الغنم المستجمعة من الخلق.

  · قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٧٣}⁣[البقرة: ١٧٣]

  قال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وليست المغفرة هاهنا من ذنب، ولا عن حرام مرتكب؛ ولكنها مغفرة