تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله}

صفحة 32 - الجزء 2

  يريد: أشعيب بن سهم، أم شعيب بن منقر؛ فكل هذا قد قيل في تفسير هذه الآية.

  وقول أمير المؤمنين أحسنها عندي، وكلها حسن جائز، وقد أعلمتك بما قال أهل العلم فيها؛ فافهم ذلك موفقا إن شاء الله، وإنما أراد يوسف صلى الله عليه بوضع الصواع في رحل أخيه ليأخذه به من أخوته؛ لأنه لم يكن يمكنه في دين الملك أن يأخذه، والأنبياء À فلا تفعل فعلا إلا بأمر الله ø؛ وذلك قوله سبحانه: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله}؛ فكل فعل من ذلك بإذن الله؛ لأن إذن الله ø هو أمره؛ فهذا هو الحجة البينة في هذا الباب، وما أمر الله به فلا عيب فيه ولا إثم، ولا كلام لمتكلم؛ قوله الحق، وأمره الصدق، لا إله إلا هو العلي العظيم.

  · قوله تعالى: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}⁣[يوسف: ٧٦]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {كذلك كدنا ليوسف

  ومعنى ذلك - رحمك الله - أنه يقول: كدنا لمعاقبته على احتياله لأخذ أخيه، وادعائه من السرقة لما ادعا عليه بدسه الصواع في رحاله، حتى أخذه بذلك من أخوته، فكره الله لنبيه صلى الله عليه الظلم والزلل، ولم يرض بذلك من أحد من أهل الملل؛ فهذا معنى قوله {كدنا}؛ فكان من يوسف صلى الله عليه الزلل والنسيان، وكان من الله سبحانه العفو والمن والإحسان.