قوله تعالى: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور 44}
  بما ضمن فعله من الأمر، وتغنيمهم ما وعدهم من إحدى الطائفتين: طائفة الجيش، وطائفة العير؛ فغنمهم الله طائفة الجيش، كما وعدهم من الأمر. وإنجاز ما وعد المؤمنين من النصر على الكافرين فهو: الأمر الذي ذكر الله أنه كان مفعولا، لا ما يتوهم أهل هذا القول الفاسد المخبول.
  · قوله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ٤٤}[الأنفال: ٤٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  تأويل {ليقضي}: ليتم أمره فيكم وفيهم، ونصره لكم عليهم. والتقليل من الله في أعينهم للمؤمنين فإنه: تبيينه من الله للمستبينين، والتقليل فقد يكون أنواعا، إن كان لأنواعه كله جماعا، ليس ينكرها ممن أنكر منكر؛ لأن الله على كلها - لا شريك له - مقتدر.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  مسألة في قوله تعالى: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم}: كيف يصح رؤية البعض دون البعض، والحال واحدة؟
  الكلام في ذلك: أن الله تعالى صرف الشعاع عن بعض المقاتلين، ولم يصرفه عن بعضهم، وصورة الحال فيه: أن يجعل بين المقابل وبين الناظر حائلا لطيفا، على حد ما يمنع نفوذ البصر، ويجلي جهة من يريد إدراكه.