قوله تعالى: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور 18}
  · قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاس وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨}[لقمان: ١٨]
  قال في الكتاب المذكور، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ١٨}؟
  فقال: هذه وصية من لقمان - رحمة الله عليه - لابنه، يأمره ألا يصعر خده للناس؛ ومعنى {تصعر خدك} فهو: تعرض بوجهك عن الناس، وتصفح(١) لهم خدك، وتصعره لهم؛ استخفافا بهم، وإعراضا عنهم، عند إقبالهم عليك، ومسائلتهم لك؛ فأمره أن يقبل بوجهه إليهم، ويبسط وجهه لهم، ولا يعرض به عنهم. وهذا فعال يفعله جبابرة الأرض بالناس ومتكبروها، إذا أقبل الناس إليهم وعليهم أعرضوا بوجوههم عنهم، وأعطوهم خدودهم، فكلموهم وخدودهم مصعرة عنهم؛ ومعنى مصعرة فهي: ملوية منحرفة، ومعنى: {ولا تمش في الأرض مرحا} فهو: لا تمش في الأرض أشرا وبطرا، ساهيا لاهيا، وامش فيها متذللا لله متصغرا متفكرا، ناظرا في أثر صنع الله فيها متدبرا، ولا تكن عند مشيك فيها عن ذلك معرضا، ولا له تاركا.
(١) أي: تترك لهم خدّك؛ إذ تركُهُ لهم هو عمل الإعراض؛ قال في القاموس المحيط، في مادة: «الصفح» ما معناه: و «صَفَحَ» كَمَنَع: أَعْرَضَ وتَرَكَ. و «صفح عنه»: عَفا. اهـ.