تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون 125}

صفحة 422 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ١٢٥}⁣[الأنعام: ١٢٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن تأويل: {من يرد الله أن يهديه يشرح صدره

  فتأويلها - رحمك الله -: من يرد الله أن يرشده فيزيده هدى على هدى؛ لأنه لا يعطي الهداية إلا من اهتدى، كما قال تبارك وتعالى في زيادته لهم هدى إلى هداهم: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}⁣[محمد: ١٧]، والتقوى فمن الهدى، و «آتا» فمعناها: وأعطى؛ فهو: آتاهم التقوى؛ بتبصرته وتقويته لهم على ما عملوا منها، وبمنعه لهم تبارك وتعالى من الضلالة، ونهيه لهم عنها، وليس بين الضلال والهدى منزلة، هادية لأهلها ولا مضلة، {فمن يرد الله أن يهديه} بعد الهدى، {يشرح} يريد: يفتح صدره للتقوى، {ومن يرد أن يضله}: الضلالة والعمى، {يجعل صدره} بما اتبع من الضلالة والهوى {ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء}، كذلك يفعل الله بأهل الضلالة والاعتداء.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:

  وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون}⁣[الأنعام: ١٢٥]، فجوابنا في ذلك: أن الشرح من الله هو: التوفيق والتسديد، والتبصير والتنبيه، وأن معنى قوله : {يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} هو: بما