قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون 125}
  · قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ١٢٥}[الأنعام: ١٢٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألته عن تأويل: {من يرد الله أن يهديه يشرح صدره}؟
  فتأويلها - رحمك الله -: من يرد الله أن يرشده فيزيده هدى على هدى؛ لأنه لا يعطي الهداية إلا من اهتدى، كما قال تبارك وتعالى في زيادته لهم هدى إلى هداهم: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}[محمد: ١٧]، والتقوى فمن الهدى، و «آتا» فمعناها: وأعطى؛ فهو: آتاهم التقوى؛ بتبصرته وتقويته لهم على ما عملوا منها، وبمنعه لهم تبارك وتعالى من الضلالة، ونهيه لهم عنها، وليس بين الضلال والهدى منزلة، هادية لأهلها ولا مضلة، {فمن يرد الله أن يهديه} بعد الهدى، {يشرح} يريد: يفتح صدره للتقوى، {ومن يرد أن يضله}: الضلالة والعمى، {يجعل صدره} بما اتبع من الضلالة والهوى {ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء}، كذلك يفعل الله بأهل الضلالة والاعتداء.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:
  وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون}[الأنعام: ١٢٥]، فجوابنا في ذلك: أن الشرح من الله هو: التوفيق والتسديد، والتبصير والتنبيه، وأن معنى قوله ﷻ: {يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} هو: بما