سورة التكاثر
سورة التكاثر
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #
  {ألهاكم التكاثر ١ حتى زرتم المقابر ٢}:
  فتأويل {ألهاكم} هو: أغفلكم عما عليكم في المعاد، ولكم بما أنتم فيه من تكاثركم بالولد والمال والعشائر، وتفاخركم بما في ذلك عندكم من الخيلاء والمفاخرة؛ ولذلك وبه شغلوا، وألهوا فغفلوا، بكدهم فيه، وكدحهم وتكالبهم عليه، وشحهم عن رشادهم، وتيقن معادهم. ولما في التكاثر بالأموال، وما في التشاغل بالتكاثر من الاشتغال - طهر الله منه خيرته من الرسل والأبرار، فلم يكونوا بأهل مكاثرة ولا بتجار.
  وتأويل {زرتم المقابر ٢} هو: مصيرهم إليها، واتصالهم بالآخرة وإشرافهم عليها.
  وتأويل: {كلا سوف تعلمون ٣ ثم كلا سوف تعلمون ٤ كلا لو تعلمون علم اليقين ٥} هو: تكرير من الله تبارك وتعالى في ذلك كله عليهم؛ للتعريف والتبيين؛ ألا ترى كيف يقول سبحانه: {لترون الجحيم ٦ ثم لترونها عين اليقين ٧}، يقول جل ثناؤه: لترون ما وعدتم منها رأي العين عين يقين.
  وتأويل {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ٨} هو: لتوقفن حينئذ على ما كنتم فيه قبل متوفاكم، وفي حياتكم ودنياكم - من النعيم والمن العظيم، الذي كانوا ينعمون به في الحياة الدنيا وبقائها، وقبل ما صاروا إليه من الآخرة وشقائها.
  وليس مما نزل من الله ø من آياته، في هذه السورة ولا غيرها، طويلة