قوله تعالى: {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا 13}
  قمطريرا ١٠}، ودل على عصمتهم $، وأنهم يلقونه على عهده، ولا يقع منهم تفريط، ولا تبديل لحكمه، بقوله: {فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ١٢}، إلى آخر الآيات المقدسات، فذكر حب الطعام في أول القصة، وذكر الصبر في آخرها أكبر برهان لأهل الأذهان على أن الضر قد كان بلغ فيهم نهايته، فآثر # على نفسه، إيثارا لم يعلم من غيره، وهذا غاية السخاء؛ ...
  (إلى أن قال:)
  ولا نعلم خلافا بين أهل البيت $ وأعيان أهل العلم: أن المراد بالآيات علي بن أبي طالب #، وأنها نزلت في شأنه، وقد دلت على الكرم، وزادت العصمة، والقطع على المغيب، وذلك لم يقع لغيره، فلو لم ينظر بعد ذلك في شيء من أمره - لكان ذلك كافيا في وجوب إمامته، وتقديم زعامته.
  · قوله تعالى: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ١٣}[الإنسان: ١٣]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  المسألة الخامسة عشر عن: قوله تعالى: {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا}: ما يرون بعد ذلك؟
  الجواب عن ذلك: أن الشمس تزول والقمر، وهو: الزمهرير، كما قال الراجز:
  وليلة ظلامها قد اعتكر .... سريتها والزمهرير ما زهر
  وأما ما يرون بعد ذلك فأهل الجنة في نور يتلألأ، وأهل النار في ظلمة طخياء؛ نعوذ بالله منها؛ فاعلم ذلك.