قوله تعالى: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون 42}
  · قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ٤٢}[الأنعام: ٤٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى #: الأمم الذين كانوا قبله # فهو: مثل ما كان من أمة إبراهيم، وأمة إسماعيل، وأمة موسى، وأمة عيسى، ومن كان مثلهم من الأمم الخالية، الذين أرسل الله سبحانه إليهم رسله معذرين ومنذرين، ومعلمين من الجهالة، ومنقذين من الهلكة، فلما كانت منهم القسوة والصدود، والميل عن الحق والعنود - أخذهم الله ø بالبأساء والضراء، والبأساء فهو: ما يكون من عقابه، وانتقامه من أعدائه، وما كان يحل بهم من خسف وقذف بالحجارة، وقتل بالسيف، ومسخ وإهلاك؛ فكان هذا من البأساء، ومثله كثير، والضراء فهو: من جنس البأساء، ومن الضراء أيضا: نقص الأموال والأنفس والثمرات، والجوع والحسرات؛ فكل ذلك ليرجعوا إلى الله ø ورسله $، ويصدقوا بالحق ويؤمنوا به، فمنهم من يؤمن، فيحكم له بالنجاة، ومنهم من يستعصم في كفره، ويدوم على شرته، فينزل به البلاء، وتتراصف عليه النقم، فيكون ذلك عبرة لمن بعدهم، وإهانة وتخويفا لهم، وردعا للمتخلف، ومانعا من الزيغ والتكلف، فيكون فيما نبههم الله به، وعرف به مسيئهم - نعمة وفلاحا، وسلامة وصلاحا، وما ربك بظلام للعبيد.
  · قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٤٣}[الأنعام: ٤٣]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن