قوله تعالى: {وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله}
  نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا(١)
  فقال: «أن تشتمونا»، فخرج لفظها لفظ إيجاب في قوله: «أن تشتمونا»، ومعناها نفي، أراد: لأن لا تشتمونا.
  · قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ}[الأنعام: من آية ١٢٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى ¥: هذا إخبار من الله ø عن الظالمين، الخونة الكافرين: أنهم إذا جاءتهم آية من آيات الله سبحانه مع محمد صلى الله عليه وآله، تبهر العقول، وتصحح النبوة - قالوا: لن نؤمن حتى نؤتى مثلها، كما أوتيتها؛ فإذا أوتينا ذلك آمنا وصدقنا: أنه من الله ø؛ فقال الله ø: {الله أعلم حيث يجعل رسالته}، أراد: إنكم لستم في موضع الرسالة، ولا منزلة الطهارة، ولا بأهل ثقة ولا أمانة؛ فاختار سبحانه لرسالته، وما أنزل من حجته محمدا صلى الله عليه وآله؛ لأمانته وفضله، ومعرفته بالله ø وقدره عنده، وقد يروى أن الذي قال هذه المقالة الوليد بن المغيرة المخزومي، وأبو مسعود الثقفي.
(١) من معلقة عمرو ابن كلثوم. شرح المعلقات السبع للزوزني (١/ ٢٢٢).