قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون 98}
  · قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ٩٨}[الأنبياء: ٩٨]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}؟
  فهذا إخبار من الله سبحانه: أن كل من عبد من دون الله أحدا، وكان المعبود من دون الله راضيا بذلك من فعل العابدين - فإنه ومن يعبده حصب جهنم؛ وحصب جهنم هو: حطبها ووقودها. {أنتم لها واردون}، يريد: أنتم إليها صائرون، وفيها داخلون؛ والعبادة فقد تكون على معنيين، فمنها: عبادة ربوبية، ومنها: عبادة سمع وطاعة واستقامة، من المأمور لأمر الآمر.
  فأما عبادة الربوبية فهو: مثل من قد عبد النجوم، وعبد المسيح، وعبد العزير، وعبد اللات والعزى، وودا وسواعا، ويغوث ويعوق ونسرا؛ فهؤلاء يعبدهم من يعبدهم عبادة ربوبية، يتخذونهم آلهة من دون الله، يتقربون بعبادتهم - في قولهم - إلى الله، ولا يعبدون الله إجلالا - زعموا - وإعظاما من أن يعبدوه؛ فاتخذوا هؤلاء أربابا من دون الله يعبدونهم؛ لكفرهم وضلالهم، وغيهم وإفكهم.
  وعبادة الطاعة والاستقامة: مثل عبادة من أطاع إبليس، فنهاهم الله ø عن عبادته، ونهى عن طاعته، وذلك قوله سبحانه: {ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ٦٠ وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ٦١}[يس]؛ والشيطان لعنه الله لم يعبده أحد من الناس عبادة ربوبية، وإنما