قوله تعالى: {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا 84}
  من ضعف من الجاهلين(١).
  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:
  قال الله تعالى: {إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا}، والمراد به: أنه أرسلهم وخلاهم وتركهم. ومما يدل على أن ذلك ومثله جزاء من الله تعالى لهم على معصيتهم: قول الله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين}[آل عمران: ١٥١].
  · قوله تعالى: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ٨٤}[مريم: ٨٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  قوله ø: {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يخبر الله تبارك وتعالى: أن آجال العصاة الكفرة من العبيد - آجال عدد تفنى عن قليل وتبيد، وأنها ليست بآجال بقاء وتخليد.
  · قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ٨٩}[مريم: ٨٩]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  الإد من الأمور والأقاويل: فما امتنع إمكانه في العقول، فلم يطق له أحد
(١) هذا منقول من النسخة المطبوعة، وفي النسخة الخطية: ذكر الآية، ثم قال:
الإرسال من الله للشياطين على الكافرين هو: التخلية بينهم وبينهم، وترك الدفع لهم عنهم. ومعنى: {تؤزُّهم} فهو: يخزيهم إخزاء، بما يكون منهم إليهم، من الإطغاء الذي به يصلون، إلى عذاب الهون؛ والأزُّ فهو: كلُّ ما كان من طريق الخزي والصغار، والهلكة والإذعار. إهـ.