قوله تعالى: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين 103}
  مشكور -: قوله تعالى واصفا خطبة الشيطان يوم القيامة: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم}، إلى قوله: {إن الظالمين لهم عذاب اليم}؛ فتفهم أيها المرجئ المتبع هواه هذا البيان، من الله الرحمن: هل تجد هذا الشرك غير طاعة الشيطان، مع طاعة الله ذي النعمة والفضل والامتنان، التي كفر بها وتبرأ منها إلى الإنسان؟ أو هل تجدها شركا بعبادة نددة أو أوثان، أو ظلمة أو نيران، وإن كان ركوب ذلك، مع ركوب جميع الكبائر - داخلا في طاعة إبليس المغري الفتان.
  · قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ١٠٣}[النحل: ١٠٣]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ١٠٣}؟
  فقال: كانت قريش ومن معهم من المشركين، يتكلمون في رسول الله صلى الله عليه وآله، ويقولون: أن رجلا كان ينزل بالطائف، أعجمي اللسان، يعلم النبي صلى الله عليه وآله ما يأتي به عن الله؛ فأكذبهم الله، واحتج عليهم، وبين فضيحتهم بما ذكر من عجمة الذي يلحدون إليه أنه يعلم النبي؛ فلسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين، يقول: هذا القرآن الذي جاء به - والذكر - عن الله محمد صلى الله عليه وآله - بلسان العرب لا بلسان العجم.