تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فظن أن لن نقدر عليه}

صفحة 234 - الجزء 2

  ذهب شعره وجلده، وذهبت قوته، فرد الله جسمه على ما كان عليه أولا، من تمام صورته، وحسن تقويمه، وأنبت الله له شجرة اليقطين - وهي الدبا - فكان يأكلها، فلما اشتدت قوته، واطمأن من خوفه وإشفاقه - أرسله الله إلى قومه، وكانوا في ثلاث قرى، فمضى إلى أول قرية فدعاهم إلى الله وإلى دينه، فأجابه نصفهم أو أكثر من النصف، وعصاه الباقون، فسار بمن أطاعه إلى العصاة لأمره، فحملهم عليهم وقاتلهم، فقتلهم وأبادهم، وسار إلى القرية الثانية فدعا أهلها، وأعذر إليهم وأنذرهم، فأجابه منهم طائفة، فحمل المطيع على العاصي، فقتلهم وأبادهم. ثم سار إلى القرية الثالثة، وكانت أعظمها وأشدها بأسا ومنعة، فدعاهم إلى الله، وأعذر إليهم، وأنذر وحذر ما حل بإخوانهم، فلم يجبه منهم أحد، واستعصموا على كفرهم، فسار إليهم، وخرجوا إليه، فحاربهم، فلم يقدر عليهم، فلما كان بعد وقت، وعلم الله منه الصبر على ما أمره به من طاعته، والإعذار إلى خلقه - أمر الله جبريل صلى الله عليه فطرح بينهم نارا، ثم أرسل الرياح، فأذرت النار عليهم، وعلى منازلهم ورجالهم، فأحرقتهم جميعا ودمرتهم؛ فهذا ما سألت عنه من خبر يونس #.

  وقال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #:

  · قوله تعالى: {فظن أن لن نقدر عليه}، أي: لن نضيق عليه، أي: لا نؤاخذه.

  · قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ٩٥}⁣[الأنبياء: ٩٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  قوله ø: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}.